الفكرة والقائد التائِه (تسليك المسالك)

الفكرة والقائد التائِه (تسليك المسالك)

  • الفكرة والقائد التائِه (تسليك المسالك)

اخرى قبل 12 شهر

الفكرة والقائد التائِه (تسليك المسالك)

بكر أبوبكر

في أمور خمسة  حول الفكرة والتنظيم تحدثنا عن قوة الفكرة لأن الفكرة تجرّ الفعل، ولكنها تحتاج لإرادة تحقيق، ثم ثانيًا: عن (ما العمل؟) والتي هي عبارة تمثل سؤالا مفصليا في البدايات لأي جماعة أو منظمة، وحين تشتد الأزمات -في كل حين- التي يتصدى فيها المفكرون والمثقفون لتزويد الساسة بما يُجلي إرادتهم ويدفعها نحو اتخاذ القرار المناسب.ونكمل هنا في هذا المقال التاني لما سبقه كالتالي:

ثالثًا: الأصلُ للعمل وجودُ الفكرة. والفكرة الخلاقة تستطيع أن تعكس نفسها على حامليها فتتحول الى فعل يومي مثابر. أنها وقود الفعل. 

ومن هنا قد يظهر لدى الكثيرين أن الفعل أو المبادرة بمنطق حركة فتح تصبح الأولوية على الفكرة ما هو استنتاج متسرع فلا عمل بلا هدف وإلا لكان عشوائيًا، لكن أسبقية العمل على التنظير الفكري نعم قد يُظهر "فتح" بمنطق المبادرة أولًا وهذا هنا صحيح. 

وإلى ذلك فإن الفكرة والهدف هما المدخل الصحيح لطرح الاستراتيجية والخطة وإجلاء الرؤية ولكليهما تصبح ضرورة امتلاك المنهج العقلي بالتحليل والتبني ضرورية.

دعني هنا أقول أنه في الحركة الوطنية الفلسطينية لا توجد لدينا مشكلة بالإنشاء أي إنشاء الفكرة، فلله الحمد لدينا من العقول المثقفة والمنتجة والمعطاءة الكثير، بل والكثير جدًا فلا مشكلة لدينا بالإنشاء والابداع، وإنما المشكلة بالتبني.

وإن لم يأتِ هذا التبني للأفكار من طليعة نضالية أو قيادة حكيمة (وفكرة النضالية تقتضي الرسالة والمثابرة والتضحية) قادرة على جرها من النقطة أ الى النقطة ب وهي الهدف، تظل حبيسة الصدور أو الأدراج.

 لذا وجب هنا تحسين مسالك ودروب العلاقة بين القيادة السياسية أو التنظيمية، وبين المفكرين والمثقفين وبين الكوادر عامة داخل الأطر بإصلاح الأعطاب التي لحقت بهياكل هذه التنظيمات الفلسطينية عامة، سواء تلك الموسومة بالوطنية أوتلك التي تُضفي القداسة بالتسمية الاسلاموية تمييزًا وابتعادًا بمسافات عن الآخرين.

دعني أقول بهذه النقطة تحديدًا وللمرة الثانية أن المشكلة ليست بالأفكار ومن ينتجونها (الإنشاء) وإنما بالآليات (المسالك والدروب) وأيضا في المتابعة المفقودة.

إن فقدان المتابعة يؤدي لتواصل الصراع أو التبعثر، وتشتت الطروحات، والى جانب الآليات ثم المتابعة تبرز النقطة الثالثة وهي نوعية الشخوص التي إن واصلت تكلّسها في مواجهة العقل الشاب الفتِيّ المتجدد فإنها لا شك ستودِي بالفكرة والقضية والتنظيم الى الانهيار. (يتبع الحلقة الأخيرة)

 

التعليقات على خبر: الفكرة والقائد التائِه (تسليك المسالك)

حمل التطبيق الأن